آخر الأخبار

المغرب يصنع التاريخ في أول نسخة قارية


 الرباط - عبدالحق الدرمامي


في إنجاز رياضي غير مسبوق، تُوِّج المنتخب الوطني المغربي النسوي بلقب كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم داخل القاعة للسيدات (المغرب 2025)، عقب فوزه المستحق في المباراة النهائية على منتخب تنزانيا، مساء الأربعاء 30 أبريل الجاري، بقاعة مجمع الأمير مولاي عبد الله بمدينة الرباط.


ويعد هذا التتويج القاري الأول من نوعه في تاريخ كرة القدم النسوية داخل القاعة في المغرب، ويعكس الطفرة النوعية التي شهدها هذا النوع من الرياضات، بدعم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وانخراط فعلي في تنزيل رؤية استراتيجية شاملة لتأهيل المنتخبات الوطنية النسوية.


وقد بصم المنتخب الوطني على مشاركة متميزة منذ دور المجموعات، حيث أبان عن أداء جماعي وانسجام تكتيكي لافت، مكّنه من تصدر مجموعته بعد تحقيقه لفوزين على كل من الكاميرون وناميبيا. وفي نصف النهائي، واصل الفريق النسوي تألقه ليضمن بطاقة العبور إلى النهائي عن جدارة.


وجاء اللقاء الختامي أمام تنزانيا قوياً ومثيراً، حيث تمكنت العناصر الوطنية من فرض سيطرتها على مجريات اللعب، وسط حضور جماهيري مغربي واسع ساند الفريق منذ صافرة البداية وحتى إعلان التتويج.


إلى جانب الكأس، حصدت اللبؤات بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة للسيدات، المقررة في الفلبين خلال الفترة من 21 نوفمبر إلى 7 ديسمبر 2025، رفقة المنتخب التنزاني وصيف الدورة.


وقد أشاد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، بحسن تنظيم البطولة ومستوى المنتخبات المشاركة، منوهاً بتميز المغرب كمضيف نموذجي ورائد في دعم وتطوير كرة القدم النسوية. كما أكد أن هذه النسخة التاريخية ستفتح آفاقاً جديدة أمام الرياضة النسائية في القارة الإفريقية.


من جانبه، نوّه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، السيد فوزي لقجع، بهذا الإنجاز، مشيراً إلى أن ما تحقق هو ثمرة للاستراتيجية الملكية الرشيدة، التي تُعلي من مكانة المرأة في المجتمع وتفتح أمامها آفاق التميز والريادة، حتى في المجال الرياضي.


ويُرتقب أن يشكل هذا التتويج منعطفاً حاسماً في مسار كرة القدم النسوية داخل القاعة بالمغرب، ودافعاً لمزيد من الدعم والتأطير والتكوين، ما يعزز مكانة المغرب كبلد رائد قارياً في تطوير البنيات التحتية الرياضية والاهتمام بالمواهب الشابة.


ويثبت هذا الإنجاز أن الطموح والعزيمة، حين يقترنان بالتخطيط والدعم المؤسسي، قادران على نقل الرياضة النسوية من خانة التمثيل الرمزي إلى منصات التتويج

أحدث أقدم