بقلم: عبدالحق الدرمامي
تتجه الأنظار هذه الأيام نحو اسم لامع في سماء الرياضة النسوية المغربية: آمال العوفي، لاعبة فريق هلال تمارة، التي أثبتت أن التميز لا يُقاس بنوع الكرة، بل بالإرادة والموهبة والالتزام. فقد بصمت على مشاركة بطولية رفقة المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم داخل القاعة (الفوتسال)، الذي تُوِّج مؤخرًا بأول لقب إفريقي في تاريخه.
آمال ليست فقط إحدى ركائز الفوتسال الوطني، بل تُعد أيضًا من اللاعبات البارزات في كرة القدم النسوية الكلاسيكية (فوت 11)، حيث سطع نجمها داخل المستطيل الأخضر مع فريقها، واستحقت بذلك احترام المتابعين والمدربين على حد سواء.
تجمع العوفي بين المهارات الفردية العالية، والذكاء التكتيكي اللافت، والقدرة على شغل أكثر من مركز، ما يجعلها لاعبة متعددة الوظائف بامتياز. في الفوتسال، تميزت بسرعة رد الفعل والتحكم الدقيق في الكرة تحت الضغط، بينما أظهرت في كرة القدم الكلاسيكية قوة بدنية وثقة في التعامل مع خط الوسط والدفاع.
في تصريح خصت به توزاني بريس، قالت آمال العوفي:
“هذا التتويج الإفريقي لحظة تاريخية، لكن الأهم هو أن نواصل العمل ونُثبت أن اللاعبة المغربية قادرة على التألق في جميع المستويات، سواء في القاعة أو في الملاعب المفتوحة.”
أما مدرب فريق هلال تمارة السيد آيت موليد عبدالجليل، فقد أكد على مكانة العوفي داخل الفريق بقوله:
“آمال ليست فقط لاعبة موهوبة، بل أيضًا عنصر قيادي داخل المجموعة. روحها القتالية ترفع من أداء الفريق، وهي نموذج للاعبات الصاعدات.”
ولم تمر مساهمتها في التتويج القاري دون احتفاء محلي، إذ خصّ نادي هلال تمارة نجمته بحفل استقبال رائع مساء أمس بالملعب البلدي للمدينة، وسط أجواء مبهجة أحيَتها فرقة “الدقايقية”، وتخللتها فقرات فنية وتقديم الحلويات تكريمًا لما قدمته آمال من مجهودات، واعترافًا بما حققته من إنجازات باسم الكرة المغربية.
ما يثير الإعجاب في مسيرة آمال هو قدرتها على التوفيق بين لعبتين تتطلبان قدرات بدنية وفنية متباينة، دون أن يؤثر ذلك على أدائها أو جاهزيتها. إنها ببساطة لاعبة من طينة نادرة، نجحت في كسب قلوب الجمهور، وفرضت اسمها داخل خريطة الكرة النسوية المغربية.
اليوم، وبعد أن رفعت العلم الوطني في سماء إفريقيا، تستحق آمال العوفي كل الدعم والتقدير، ليس فقط كنجمة واعدة، بل كنموذج يُحتذى به لجيل جديد من اللاعبات المغربيات، القادرات على التألق في مختلف المستويات والمحافل.