في مشهد كُتب بالحماسة، وسُطِّر بالتعب، واشتعلت صفحاته بندى العرق وحرارة القلوب، نجح كل من فريقي الجمعية الرياضية السلاوية والفتح الرياضي في خطف بطاقتي العبور إلى نهائي البطولة الوطنية لكرة السلة، ليضربا موعدًا ناريًا يتجاوز حدود المنافسة، ويُعيد رسم معالم المجد في ملاعب السلة المغربية.
الفريق السلاوي ، المعتاد على الإبحار في بحار التحديات، لم يخن عادته في ركوب الموج العالي. بقلبٍ لا يعرف الانكسار، وجماهير لا تهدأ إلا عند صافرة النصر، واجه خصومه بثقة القائد البحّار، وفرض إيقاعه على اللقاءات بروح الانضباط والمدرسة الفنية المتكاملة.
في الجهة الأخرى، الفتح الرياضي، ابن العاصمة، ونبضها الذي لا يهدأ، جاء إلى هذه المرحلة متوشحًا بالتاريخ، وممتلئًا بحلم العودة إلى القمة. لم يكن طريقه مفروشًا بالورود، بل سلك دربًا مليئًا بالصبر والعمل الجماعي والانضباط الدفاعي، مدعومًا بجيل واعد من اللاعبين يتقنون فن اللعب النظيف والضربات الحاسمة.
النهائي المقبل، ليس مجرد مباراة تُحدد فيها الألقاب، بل هو لقاء بين مدرستين، بين تقاليد المجد السلاوي وتاريخ الفتح العريق ، مواجهةٌ تختزل فيها سنوات من التنافس الشريف، وولاء الجماهير التي لا تخون عشقها، وصوت الصالات التي ستهتف باسم الأجدر.
إنه نهائي ينتظره العاشقون، ويتنفسه المتابعون، وتحلم به كرة السلة الوطنية، عسى أن يكون عرسًا رياضيًا يليق بتاريخ اللعبة، ويُحفّز الأجيال الصاعدة على السير بثبات نحو نحو المجد.
فمن يا تُرى سيرفع الكأس هذا الموسم؟ أهو القرصان السلاوي الذي لا يرحم في عرض البحر، أم الفتح الذي لا يغلق بابه أمام المجد؟
الجواب… سيكون على أرض الميدان، حيث لا مكان إلا للأقوى.