آخر الأخبار

حكيم زويتة.. من الاعتزال الاختياري إلى الاستدعاء الإجباري!

 


بقلم: نزار محمد شاش
حكيم زويتة، أحد أبرز نجوم كرة السلة
 المغربية والإفريقية، يجد نفسه اليوم في موقف غير مريح بعد قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة استدعاءه مجددًا للمنتخب الوطني للمشاركة في الدور الإقصائي للأفرو باسكيط، الذي سينطلق في المغرب نهاية هذا الأسبوع. هذا الاستدعاء جاء بعد سنة كاملة من إعلان اللاعب اعتزاله اللعب الدولي، دون أن يتلقى أي تواصل أو استفسار من مسؤولي الجامعة حول أسباب قراره، مما يثير تساؤلات حول طريقة تدبير المنتخب واحترام قرارات اللاعبين.

زويتة لم يكن مجرد لاعب عابر في تاريخ كرة السلة المغربية، بل كان نجمًا ساطعًا وأحد أساطير اللعبة وركائز المنتخب لقرابة عقدين. منذ بداياته في مدرسة النادي الرياضي القنيطري وملعب فريميجة التاريخي، أثبت أنه لاعب استثنائي قادر على حمل القميص الوطني بأفضل صورة، وواصل تألقه في البطولة المغربية ليصبح من بين أفضل اللاعبين في تاريخ كرة السلة الوطنية والإفريقية. ورغم بلوغه 38 سنة، لا يزال زويتة في قمة عطائه وقادرًا على تقديم الإضافة، لكن القضية الأساسية هنا ليست في قدرته البدنية، بل في ضرورة احترام الجامعة لقراراته، خاصة أنه لم يتلقَ أي استفسار أو متابعة من أي مسؤول منذ إعلانه الاعتزال.

ما يزيد من غرابة الموقف هو توقيت الاستدعاء المتأخر، قبل خمسة أيام فقط من انطلاق المنافسة، وكأن الجامعة لم تكن تملك أي خطة بديلة واضطرت إلى اللجوء إليه كحل أخير. والأسوأ أن هذا الاستدعاء لم يكن مجرد دعوة، بل حمل ضغوطًا وتهديدات ضمنية له ولفريقه، وكأن القرار لم يُترك للاعب نفسه بل فُرض عليه.

إذا كانت الجامعة لا تزال تعتمد على زويتة بعد 19 عامًا من العطاء، فهذا يعكس فشلًا واضحًا في تكوين جيل جديد من اللاعبين القادرين على قيادة المنتخب. لماذا لم يتم إعداد بدائل حقيقية طوال هذه السنوات؟ هل يعقل أن كرة السلة المغربية لم تُخرج لاعبًا بمستوى زويتة طيلة عقدين؟

عودة حكيم زويتة إلى المنتخب ليست مجرد قرار رياضي، بل مؤشر على غياب الاحترافية في التعامل مع اللاعبين الكبار. كيف يُترك لاعب بحجمه دون أي تواصل أو متابعة بعد اعتزاله، ثم يُستدعى فجأة تحت الضغط؟ إذا كان المنتخب بحاجة إليه، أفلا يستحق على الأقل أن يُحترم رأيه وأن يتم التواصل معه بطريقة لائقة؟ كرة السلة المغربية بحاجة إلى إعادة هيكلة حقيقية، ليس فقط على مستوى التكوين، بل أيضًا في طريقة التعامل مع نجومها واحترام قراراتهم. فإذا استمرت الجامعة في هذه العشوائية، فلن يكون المشكل في عدم وجود لاعبين، بل في كيفية تدبير من يملكون القرار.


أحدث أقدم